وللإنسان صندوقه الأسود؟

وللإنسان صندوقه الأسود؟!

لكل إنسان منا صندوقه الأسود الذي يقبع في أقصى ركن من الذاكرة وهو مستودع لأسرار يخفيها عمن حوله ويحتفظ بها لنفسه، لكنها قد تظهر في حالة الغيبوبة إن كانت على درجة تسمح بالكلام، واحياناً يبقى الصندوق الأسود مقفلاً مدى الحياة ويدفن مع صاحبه دون أن يعرف عنه شيئاً.

في هذا الصندوق يسجل الانسان كل ما حصل في حياته، من أحاسيس ومشاعر وذكريات جميلة وأخرى مؤلمة. أحداث حقيقية أو خيالية لكن كل إنسان يسجل حسب طبيعته في صندوقه الأسود. فهناك ذكريات قد نخجل منها ونتمنى لو أنها لم تحدث لكن لاسبيل إلى نسيانها، وإذا تناسيناها قد تفاجئنا في لحظة فرح فتفسد علينا اللحظة. ‏
ولا يوجد انسان يعيش بدون صندوق أسود إلا إذا كان مصاباً بفقدان الذاكرة.. لكن حرص الناس على التكتم يعود إلى خوفهم من المجتمع الذي يعاقب بقسوة. ‏
وامتداداً لفكرة الصندوق الأسود في الطائرات والذي بدأ الإنسان بصناعته في الستينيات لمعرفة مسار وحركة الطائرات في الحالات الطارئة، بدأ علماء اميركيون بتطوير نظام مشابه للصندوق الأسود لاستخدامه في الحالات الطارئة عند الانسان ويسمى هذا الجهاز اختصار(CPOD)ويستطيع أن يسجل التغييرات البيولوجية لدى الإنسان وخصائص عمل الجسم مثل درجة الحرارة وعدد دقات القلب وكمية الأوكسجين في الدم وحركة الانسان وسرعتها وكمية التعرق وأمور أخرى.. وهي معلومات شبيهة بالمعلومات المسجلة في الصندوق الأسود للطائرات مثل الارتفاع والسرعة والحركة والاتجاه والحرارة... ‏
الجهاز الجديد صغير لايتجاوز حجم الفأرة المستخدمة في الكمبيوتر ويمكن حمله من مكان إلى آخر بسهولة ولايحتاج إلى أشرطة لوصله بالجسم ويلبس حول الخصر دون أن يزعج صاحبه حتى في فترة النوم وهو لايحتاج إلى غرس أي أشرطة في الجسم أو إيصاله بالطرق الجراحية، ويقوم الجهاز بتحري العلامات الحيوية لدى الإنسان وبعض العمليات الفيزيولوجية خلال ممارسة الحياة الطبيعية ويستطيع تخزين المعلومات وتحويلها في الذاكرة لعدة ساعات بحيث يأخذ العلماء هذه المعلومات وبعد تحويلها إلى أجهزة حاسوبية أخرى بطرق الاتصالات اللاسلكية وبذلك يقدم الجهاز معلومات للعلماء تعرفهم بطرق تأقلم الجسم البشري مع البيئة والحالات الطارئة أو الاجواء غير الطبيعية مثل الفضاء وأعماق البحار والأرض كما يمكن للجهاز اكتشاف المشكلات الطبية التي يعاني منها الانسان قبل أن يشعر بأعراضها. ‏
تأتي أهمية فكرة الجهاز على اللحظة التي تتعرض فيها حركة الناس أو خططهم لمشكلة، ما يمكن العلماء من معرفة سبب المشكلة بالعودة إلى الصندوق الأسود الذي يسجل الأصوات والاحداث لحظة بلحظة. ‏
جدير بالذكر أن الصندوق الأسود في الطائرات لونه برتقالي وليس أسود ويسمى كذلك بسبب الكوارث الجوية وحوادث تحطم الطائرات. ‏

_________________

مشششكور على هالموضوع
بس انا سمعت انو باصات القدموس حطو الصندوق الاسود مشان ما حدا يسرع
تقبل مروري